الرئيسية > المكتبات > مكتبة الألحان > المناسبات والاعياد > صوم أهل نينوى > القداس > مديح لصوم اهل نينوي
+الصوم الصوم للنفس ثبات،
الصوم الصوم يطرد الشهوات،
الصوم الصوم يغفر الزلات،
ويخلص من كان تعبان.
+الصوم الصوم يمحى الخطية،
ويزيل الفكار الشيطانية،
لنصوم يا إخوة بطهارة ونية،
صوماً نقياً روحاني.
+صوموا صوماً طاهراً بخشوع،
كما قد صام الرب يسوع،
بقلب ذليل مع كثرة دموع،
لتنالوا قوة وإيمان.
+الله المتحنن الرحمن،
الذي لا يشاء هلاك إنسان،
كلم يونان قائلاً إعلان،
“إمضي إلى نينوى يا إنسان.”
+أما النبي يونان فكان،
قد مضى إلى ترشيش هربان
من وجه الله القوى الديان،
فوجد سفينة يا أخوان.
+بالنوم فكر يونان وراح،
في جوف السفينة انضجع وإرتاح،
وأما الرب إله الأرواح،
سلط ريحا جاء بالعيان.
+تشاوروا كل النواتية،
أن يرموا ما في السفينة بالكلية،
والأرباح كانت قوية،
هجمت عليهم بالعان.
+ثم ان الريس نهض وقام
أيقظ يونان من المنام،
قال له “قم لماذا تنام،
إنهض ولا تكن كسلان.
+جاهد يا أيها الإنسان،
وأطلب من إلهك الغفران،
حتى يهدى عنا الهيجان،
لنصير في راحة وإطمئنان.”
+حينئذ خافوا الملاحون،
وتشاوروا جميع الحاضرون،
ان يلقوا قرعة ويعرفون،
فصابت يونان بالمعان.
+خرجت القرعة علية،
بأمر الرب الساكن فيه،
فجاؤا الرجال وطلبوا إليه،
“إخبرنا بالأمر اللي كان.”
+دهش يونان حين سمع الكلمات،
وقال لهم قولاً بثبات،
“أنا هارب من إله السموات،
والأرض وكل الأكوان.
+ذنباً فعلت أيها الحضار،
أمام الخالق الجبار،”
فقالوا له “وماذا تختار،
وكيف العمل فيك يا إنسان.”
+رد عليهم النبي المختار،
بقلب حزين مملوء أضرار،
“خذوني إرموني في التيار،
والبحر يعود لأصله ثان.”
+زعقوا الجميع ببكاء وأحزان،
وقالوا “يا رب يا حنان،
لا تهلكنا بسبب هذا الإنسان،
إغفر لنا يا رب يا رحمان.”
+سمعوا كلام النبي الكريم،
ورموه في وسط البحر العميم،
فأعد له الرب حوتاً عظيم،
فبلع يونان وصار هربان.
+شاهدوا جميع النواتية،
الأرياح العظيمة القوية،
هدئت وبقيت مخفية،
والأمواج صارت تحتان.
+صاروا الجميع متحيريين،
من هذا المنظر يا حاضرين،
وقروا بأنهم مؤمنين،
بإسم الرب الفوقاني.
+ضاقت نفسه في بطن الحوت،
وصلى لرب الصباؤوت،
وقال “صرخت إليك يا مَنْ لا يموت،
إسمعني أنا الغفلان.
+طلبتك من عمق الأبحار،
خلصني يا رب يا غفار،
من جوف اللجج مع التيار،
لأنك رؤوف لا تنساني.
+ظاهر لي لأنك قدير،
وليس عندك أمراً عسير،
لأني مترجى أن أصير،
وأنظر هيكل قدسك ثان.”
+علم الإله ضيقة الصديق،
وقال للحوت قولاً وثيق،
فقذف يونان يا أخوة بتحقيق،
كمثل ما قال الديان.
+غفر ذنبه وخرج بسلام،
من بعد ما قام ثلاثة ايام،
وثلاثة ليالي بالتمام،
في بطن الحوت يا إخوان.
+فنادى الله يونان وقال
“أمضي إلى نينوى بإستعجال
وقل لهم نينوى تخرب في الحال،
مزمع يخفسها الديان.
+لما سمعوا قوله الخاطبين،
الذين في نينوى يا حاضرين،
رجعوا بقلوبهم تائبين،
إليه وإلتمسوا الغفران.
+ملك نينوى حين سمع الأخبار،
قام عن كرسيه يا حضار،
لبس مسحاً وشال التراب،
ونهض حزيناً دهشان.
+نادى المنادي بالأصوام،
إلى كمال ثلاثة أيام،
كبار وصغار وبقر وأغنام،
حتى الأطفال الرضعان.
+ندم على الشر الذي كان أراد،
يفعله بأهل نينوى بإجتهاد،
سبحانه رؤوف رب العباد،
شفوق على جنس الإنسان.
+هرب يونان وصار مغموم،
حين تمت له أربعين يوم،
وقال “يا رب أنت رحوم،
لماذا أرسلتني ثان.”
+هوذا الله كلم يونان،
ثاني مرة وبقى غضبان،
وقال “يا رب موتي كان،
خير من حياتي الآن.”
+وأما يونان فطلع برا،
المدينة ونفسه عادت مرة،
والشمس أشرقت بالأحرى،
ضربت في رأسه بالعان.
+وان الله سبحانه قدير،
بحكمته دبر تدبير،
خلق غصنا من يقطين كبير،
وصار يونان به فرحان.
+ويونان به صار مسرور،
النهار كله وهو مستور،
وان الله العلي الغيور،
أرسل دودة فأكلتها من تحتان.
+ولما أصبح الصباح،
وطلوع الشمس أشرق ولاح،
أمر ريحاً من الأرياح،
طرحها إلى اسفل تحتان.
+وأن الشمس أحرقت يونان،
ثاني مرة وبقي غضبان،
وقال “يا رب موتي كان
خير من حياتي الآن.”
+نادى الله يونان وقال
“يا يونان ما بالك حزنت في الحال
على شجرة خلقت بالكمال
وفي ليلة زالت يا إنسان.
+لماذا لا أرحم نينوى،
التي فيها أثنى عشرة ربوة،
ومواضي أيضاً بالكثرة،
لماذا اهلكها يا إنسان.
+لا تعلم يميناً ولا يسار،
لأني إله رؤوف غفار،
أفرح بالخاطي إذا تاب وصار،
بكل قلبه يا إنسان.”
+لا تنسانا نحن الخطاه،
نصرخ نحوك طالبين نجاه،
إقبلنا يا مَنْ هو في حضن أباه
وإصنع معنا إحسان.
+يا مَنْ صُلب عنا أجمعين
أعطنا رحمة يوم الدين،
وإجعلنا من أهل اليمين،
في فردوس نعيم أجناني.