الأربعين المقدسة في الوسط. يسبقها أسبوع أما أن نعتبره تمهيديًا للأربعين المقدسة، أو تعويضيًا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام. يعقب ذلك أسبوع الآلام. وكان في بداية العصر الرسولي صومًا قائمًا بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير.
والصوم الكبير أقدس أصوام السنة.
وأيامه هي أقدس أيام السنة، ويمكن أن نقول عنه إنه صوم سيدي، لأن سيدنا يسوع المسيح قد صامه. وهو صوم من الدرجة الأولي، إن قسمت أصوام الكنيسة إلي درجات. هو فترة تخزين روحي للعام كله.
فالذي لا يستفيد روحيًا من الصوم الكبير، من الصعب أن يستفيد من أيام أخري أقل روحانية. والذي يقضي أيام الصوم الكبير باستهانة، من الصعب عليه يدقق في باقي أيام السنة. حاول أن تستفيد من هذا الصوم في ألحانه وقراءاته وطقوسه وروحياته الخاصة وقداساته التي تقام بعد الظهر.
كان الآباء يتخذون الصوم الكبير مجالًا للوعظ.
لأن الناس يكونون خلاله في حالة روحية مستعدة لقبول الكلمة. حقًا عن الوعظ مرتب في كل أيام السنة. ولكن عظات الصوم الكبير لها عمق أكثر. وهكذا فإن كثيرًا من كتب القديس يوحنا ذهبي الفم، كانت عظات له ألقاها في الصوم الكبير، وكذلك كثير من كتب القديس أوغسطينوس. بل أن الكنيسة كانت تجعل أيام الصوم الكبير فترة لإعداد المقبلين للإيمان.
لما صام يسوع المسيح لم يكن محتاجًا إلى الصوم بل ليعلمنا، وكما أن الطبيب عندما يعالج مريض حتى يشفيه يمنع عنه الأشياء التي سببت له التعب، فآدم طرح خارج الفردوس بسبب عدم ضبطه لشهواته، والمسيح لأجل تعليمنا صنع واحتمل كل شيء.. فآدم الأول علة سقوط وآدم الثاني ربنا يسوع وضع النصرة.
ثمين هو الصوم الطاهر أمام الله، وهو محفوظ ككنز في السماء، الصوم سلاح أمام الشرير، وترس نقاتل به سهام العدو
لقد نُفينا من الفردوس الأرضي لأننا لم نصُم.. فيجب أن نصوم لنرجع إلى الفردوس السمائي، لأن الصوم يرُد لنا الخسائر المُسببة عن عدم صوم آدم، ويُصالحنا مع الله
لا تصم بالخبز والملح, وأنت تأكل لحوم الناس بالدينونة والمذمة. لا تقل انك صائم صوما نظيفا وأنت متسخ بكل الذنوب.